لا شك أن لكل الفرقاء في مختلف المجالات نقاط التقاء ومشتركات يتقاطعون فيها ويلتقون عندها, وتذوب بينهم فيها الفوارق, ويعطون فيها المثل الأعلى في الانسجام والتوافق.
وفي مثل هذه الحالات يقف الرأي العام حكما ومراقبا لإصدار حكمه النهائي على من يتخلفون عن الإجماع المطلوب حول المسلمات, وذلك بأحكام قاسية يخلدها التاريخ وتحفظها الذاكرة الجمعية.
إن نبذ خطاب الكراهية ودعوات العنصرية أمر ينبغي أن يكون جامعا لكل الموريتانيين بكافة جهاتهم وشرائحهم ومشاربهم الفكرية والسياسية, نظرا لما يشكله ذلك النهج من خطر كبير على اللحمة الوطنية والانسجام المجتمعي ومستقبل الدولة والمجتمع.
ونظرا لأهمية عزل ذلك الخطاب المدمر وإقصاء حملته المتهورين, بادر حزب الاتحاد من أجل الجمهورية الحاكم, والحكومة إلى دق ناقوس الخطر من خلال عمل ميداني لم يعد يحتمل التأخير, بسبب تنامي ظاهرة الكراهية والعنصرية في العالمين الواقعي والافتراضي, وذلك من أجل تحصين المجتمع ضد التشرذم والاختلاف الذين عصفا بالكثير من الأمم في الجوار الاقليمي.
لقد لبى الخيرون نداء الضمير, وعلى رأسهم رئيس الجمهورية محمد ولد عبد العزيز وكبار الشخصيات الوطنية من ساسة ورجال أعمال ومثقفين وقادة فكر ورأي وصحافة ومدونين رغم اختلاف مشاربهم, إيمانا من الجميع بعدالة الشعارات التي ترفعها مسيرة الأربعاء القادم, وما تحمله من بشرى خير للشعب الموريتاني المتطلع لبناء مستقبل يسوده العدل والانسجام.
إن التخلف عن المشاركة في المسيرة المذكورة هو طعن في ظهر الشعب, ومحاولة يائسة لتكريس الانقسام, ودعم مفضوح لخطاب الكراهية والعنصرية البغيض.
ومن منبر وكالة الوئام الوطني للأنباء, فإننا ندعو الجميع إلى نبذ الخلافات السياسية والفكرية والقبلية والجهوية والمشاركة الواسعة والفاعلة في مسيرة الأربعاء, إيذانا بفتح صفحة جديدة من تاريخ التعايش والانسجام سبيلا إلى بناء مستقبل واعد يرجوه الجميع ويتطلع إلى تحقيقه.