قد يصبح بديلا لمكيفات الهواء.. طلاء أبيض يحدث ثورة في عالم التبريد

ثلاثاء, 11/03/2020 - 11:33

في ظل ارتفاع درجات الحرارة في العالم، يتزايد احتياج البشر لوسائل بسيطة وأقل تكلفة لتبريد الهواء المحيط بهم، وفي الغالب تعتمد المباني الحديثة على وحدات التكييف التي تدفع الحرارة من داخل المبنى إلى الخارج، غير أن كلفة تشغيلها أكبر العقبات أمام السكان في عدة دول.

 

وفضلا عن استهلاك أجهزة تبريد الهواء لطاقة كهربائية كبيرة، فإنها تسبب تسخين الهواء خارج المباني، ونتيجة لذلك، تصبح شوارع المدينة أكثر سخونة مقارنة بالأماكن المفتوحة الأخرى..

 

ويساهم ذلك في تحويل المدن إلى "جزر حرارية" ويزيد من تفاقم ظاهرة الاحتباس الحراري.

 

ومن أجل المساهمة في حل مثل هذه المشكلات، اقترح العلماء طريقة اقتصادية لحل مسألة تبريد المباني بالبلدان الحارة، وتتلخص أحدث طريقة في استخدام طلاء ناصع البياض لتبريد المباني يمكن أن يصبح بديلا لمكيفات الهواء، ويظل أبرد من الهواء المحيط به حتى تحت تأثير أشعة الشمس المباشرة.

 

نُشرت دراسة لخصائص هذا الطلاء بدورية "سيل ريبورتس فيزيكال ساينس" (Cell Reports Physical Science) العلمية، ويقول الباحثون إن هذا الطلاء "أفضل أداء تبريد إشعاعي تم التوصل إليه حتى الآن".

 

طلاء أبيض فائق

ويأتي هذا الطلاء ليكون الأعلى مقارنة بغيره من "الدهانات المقاومة للحرارة" الأخرى الموجودة لدينا حاليا، والتي يمكنها أن تعكس 80 إلى 90% فقط من ضوء الشمس.

 

في حين أن المواد شديدة السواد يمكنها اليوم امتصاص أكثر من 99.96% من ضوء الشمس، فإن هذا اللون الجديد شديد البياض يمكن أن يعكس 95.5% من جميع الفوتونات التي تصطدم به.

 

ويعكس الطلاء الأبيض الفائق طاقة الشمس إلى الفضاء بـ 3 طرق في وقت واحد، ويظل أبرد من الهواء المحيط به حتى تحت تأثير أشعة الشمس المباشرة.

 

1- يعكس الطلاء 95.5% من ضوء الشمس الساقط عليه.

 

2- يعكس الجزء الأكبر من الأشعة فوق البنفسجية من خلال عكس أشعة الشمس المباشرة، دون أن يسخن بتأثيرها.

 

3- تنبعث منه موجات الأشعة تحت الحمراء في النطاق الضيق، وهكذا فإن السطح المطلي "يطلق إلى الفضاء" الحرارة التي يحصل عليها من ملامسة الهواء المحيط.

 

وصُنع الطلاء الجديد من الأكريليك باستخدام حشوات كربونات الكالسيوم التي تشكل أساس هذا الطلاء (60%) بدلا من جزيئات ثاني أوكسيد التيتانيوم القياسية المستخدمة حاليا، والباقي طلاء أكريليك تقليدي.

 

وبدلا من الاحترار تحت الضوء المباشر، يمكن للأجسام المطلية بمادة الأكريليك الجديدة أن تظل أكثر برودة من درجة الحرارة المحيطة بها حتى تحت أشعة الشمس المباشرة، مما قد يسمح بطريقة جديدة موفرة للطاقة للتحكم في درجة الحرارة داخل المباني.