بقلم سيداتي ولد سيد الخير تحت عنوان (لا لن يغادر)

أربعاء, 06/07/2017 - 00:23

من سنة الحياة عدم الدوام وحتمية التبدل والتغير، التي نأباها بتصوراتنا الذاتية لما تعنيه لنا من فناء وتحول وتبدل الأحوال والمآلات، لكن لولا هذا التغير في المواقع عبر الزمن لما عرفت الفروق بين البشر، ولما أمكنتنا المقارنة بين القادة والأمم والشعوب، التي أثبت التاريخ بكل مراحله أنها المحدد الرئيس لقيم وأعمار الأمم والقادة، إذ لازال بعضهم محل الذكر بملء الأفواه رغم تقادم أزمانه، ولم يبق لبعضهم الآخر ذكرا رغم قرب زمنه منا.
من هنا يمكن أن نقول إن نظام الرئيس محمد ولد عبد العزيز لن يغادر موريتانيا.. لن يغادر نفوس الضعفاء الذين أحسوا في زمنه بالإشراك في مناحي الحياة الوطنية حين كُبلت منظومات وشخصيات طالما جثمت على صدورهم، لن يغادر أنفس شباب أصبح يشرئب إلى المستقبل بنظرات أكثر وثوقية واطمئنانا رغم سنوات وسنوات من امتهانه من طرف أشخاص مرجعيات سياسية أصبح يغيظها ذكره وطموحه لأنها لا تعرف احتضانه ولا تقديمه إلا لخدمة شخصياتها وكبار ساستها، لن تنساه مراجل الفقراء التي أصبحت تمتلئ وبكرامة بمواد ميسرة في كل نقطة من موريتانيا، 
لن يغادر هذا النظام مستشفيات و شوارع وأرصفة ومطارات وموانئ وبارجات ومدن موريتانيا ومظاهرها العمرانية التي أصبحت بسمتها تغشى كل زائر وعابر لأرضنا العزيزة، بعدما كنا أعجوبة الممولين لعشرات السنين !!، لن يغادر هذا الرئيس جيشا أصبح قوة ضاربة ترتعد منها فرائس أعداء الأمة الموريتانية بجاهزيته وعدته وعتاده وحفظه للسلم في المنطقة ، بعد أن كان أفراده يُسعَفون في سيارات الخصوصيين !
 لن يغادر هذا الرئيس اللوحات التذكارية الدولية والإقليمية وأرشيف المنظمات العربية والإفريقية والعالمية التي أصبحت لا يستقيم لها قوام دون وجود موريتانيا، التي كان غيابها في السنوات الماضية لا يلفت انتباه أحد !!!، لن يغادر تاريخ الحريات السياسية والإعلامية التي صنفت موريتانيا ولسنوات متتالية في "عرش غراب" الحريات في العالم، بما ينسينا وإلى الأبد "آرتيكل4" وأخواته !، لن يغادر البنيات المائة والكهربائية والصناعية العملاقة التي أصبحت تعطي للثروة الوطنية مغزى ومعني لا ينطمر ولا يضمحل بمرور الزمن و لا بتبدل الأحوال.
هو انغراس إذا لهذا النظام في جميع نواحي المشهد الوطني والإقليمي والدولي، بطريقة تمنع زواله واهتزازه في 2019 وما بعدها، لأنه عمل وفق استراتيجيات محكمة على توطيد أركان الدولة والمؤسسات السياسية والوطنية في وقت انشغل فيه خصومه بترويج الأراجيف والشائعات والمغالطات، ومحاباة أساطين التخريب في العالم فقطفوا الخيبة السياسية والهوان في أنفس الشعب، واليوم يأكل كل مما اصطاد.