وزير الخارجية الموريتاني إسلك ولد إزيد بيه متحدثا حول قطع العلاقة مع قطر (مقابلة)

جمعة, 06/23/2017 - 17:15

المقابلة الكاملة التي أجراها وزير الخارجية مع إذاعة فرنسا الدولية

وافق مجلس الأمن نشر قوة مجموعة دول الساحل، لماذا هذا الدعم السياسي هاما بالنسبة لكم؟

مهم من أجل الحصول على الشرعية، والوضوح على مستوى مأمورية هذه القوة المهمة المشتركة التي تأتي لإكمال جهود المجموعة الدولية على المستوى الميداني. وهي مرحلة أولى من اجل أن تكون العملية سلسة.

 

ـ تبقى المسألة الشائكة متعلقة بالتمويل، فالأمريكيون حتى الآن يعارضون، كيف ستقنعون الولايات الأمريكية؟

هي نفسها الطريقة التي ننتهج من أجل إقناع الآخرين، من خلال الشرح لهم أن الأمن في الساحل يعني الأمن في العالم، والأمن في العالم يعني أمن الولايات المتحدة الأمريكية بشكل أخص، ومن خلال أيضا تبيان أنه على مستوى المسؤولية العالمية، فإن مسؤولية الدول الأعضاء بمجلس الأمن، أهم من مسؤولية دول ليست في هذا الإطار.

 

هناك إذا مجهود يقام به على هذا المستوى، وهناك مجهود على مستوى آخر يتعلق بالتمويل العام لعمليات الأمن في الساحل، والبحث عن وسائل أو مقاربة يتم التقدم بها إلى الولايات المتحدة من أجل الحصول على تأييدها.

 

ـ مجلس الأمن لم يذهب بعيدا إلى حد الآن فيما يخص مسألة نشر القوة المشتركة.. هل ما حصل إذا يعتبر انتصارا في الشوط الأول؟

هو فوز، وشكرا على قبول أنه فوز، وإلا فمن يعتقد أن فكرة أعلن عنها عام 2014 في نواكشوط، أن تصل يوما إلى هذا المستوى من الاهتمام الدولي الذي تحظى به، وبالتالي فهذا انتصار في حد ذاته.

 

كان هناك نقاش يدور، والكل يبدي فيه الرأي الذي يناسبه، لكن في نهاية المطاف، تم وضع هذه القوة، لأنها تصب في مصلحة الجميع.

 

ـ جاركم مالي تعرضت نهاية الأسبوع لهجوم على منتجع سياحي، ما الوصفة التي تستعملها موريتانيا التي ظلت في مأمن من ذلك منذ سنوات؟

مسألة أمن موريتانيا سهلة الفهم، فقد كنا نواجه تحدي الإرهاب، فلم تسلم نواكشوط، ولا النعمة من ذلك، ولم تسلم أي نقطة من البلاد، حتى في كنكوصة.

 

لكن الرئيس محمد ولد عبد العزيز قرر أن توجه كل وسائل موريتانيا في مواجهة هذا الخطر، وقد ذهبنا حتى إلى عمق الأراضي المالية، واغادو، وحاسي سيدي، وفقدت موريتانيا بعض أحسن ضباطها.

 

وإذا كان الموريتانيون اليوم، والأرض الموريتانية خالية من الإرهاب، فلأننا دفعنا الثمن، والإرهابيون يعرفون اليوم صعوبة الولوج إلى موريتانيا.

 

نحن لدينا خصوصية أننا بلد عربي، وإفريقي، وهذا الخصوصية تمنحنا إمكانية اطلاع واستعلام أكبر من بعض بلدان المنطقة، وقد أعدنا تنظيم قواتنا المسلحة، للتكيف مع العدو.

 

ـ هل لا زلتم اليوم تحبطون الهجمات؟

لا، لله الحمد، ولكن نحبطها بطريقة غير مباشرة، فقد فرضت موريتانيا نقاط عبور على مستوى الحدود، يتم العبور حتما عبرها، نحبطها كذلك لأن لدينا مناطق عسكرية محظورة.

 

ـ لا خوف إذا على الحدود، هل هذا هو ما تريد قوله؟

نعم حدودنا لم تعد مخيفة، وعلى مستوى الحدود مع مالي فإنها طبيعية، ومحكمة، وهذا عنصر أساسي.

 

ـ لقد قطعتم علاقاتكم مع قطر، لماذا ذلك أولا؟

إذا كانت موريتانيا قد قطعت علاقاتها مع قطر، فإن ذلك الفعل مرتبط بأمنها الخاص، فهذه الدولة اعتادت على تمويل حركات تهدد أمننا.

 

ـ ما هي هذه الحركات؟

هناك منظمات معروفة لا أريد ذكرها هنا بالأخص، لكنها معروفة في موريتانيا، وبعضها تم حظره كما تعلمون،  وهو ما ثبت لدينا، ولا يساورنا شك بخصوصه.

 

ـ هل لديكم ضمانات؟

بالتأكيد، نحن متيقنون، وأعتقد أن الرسميين القطريين يعلمون ذلك، لأنه ليس صعب الإثبات.

 

ـ لماذا قطع العلاقات الآن وليس من ذي قبل، هل كنتم بحاجة إلى أن يسبقكم بلد محرك آخر؟

لا، لسنا بحاجة إلى أي كان فيما حصل، لأن الأمر يتعلق بقرار سيادي، ثم إن قرارا كهذا يحتاج لدراسة السياق، والتداعيات فيما يخصنا، ويخص العالم، والمنطقة العربية، والإفريقية.. وبالتالي فإنه بناء على تقويم السياق اتخذ القرار.

 

ـ ألا تعتبر موريتانيا الخاسرة في قرار القطع، تتحدثون عن منظمات، ولكن قطر تستثمر في مشاريع سياحية، وسكنية في منطقة روصو بالأساس؟

كل هذه المسائل تم تقويمها، فحينما يتخذ القرار، فهذا يعني أننا أخذنا في الاعتبار مختلف الجوانب، ويعني أيضا إن صح التعبير أن دفع الثمن ليس مهما، فالقرار كان ناضجا.

القسم: