إلى المحنطين سياسيا ولد الغزواني خيارنا / مختار زيدان

جمعة, 05/31/2019 - 21:30

لايكاد ولد ابريد الليل يضيع فرصة إلا هاجم فيها مرشح الإجماع الوطني -حتى قبل إعلان ترشحه – كأنه يطالبه بثأر قديم لم تسعفه الشجاعة لكشفه، فطفق يسوق الهواجس كحمالة الحطب،  في محاولة يائسة لطمس شمس ولد الغزواني الصاعدة.

أجزم أن ماينقمه على الرجل ليس بعده العسكري ، إذ شاب هذا الشيخ الهرم في السياسة ولم يعارض نظاما عسكريا واحدا ، ولم يتذكر تأريخ غزواني العسكري -المشرف – إلا حين أراد أن يحمله خطايا العسكريين الذين أفنى ولد ابريد الليل زهرة شبابه في دعمهم والتوزر في حكومات بعضهم ، وشارك مع قطيعه الفكري في زرع الهواجس والعداوات الوهمية في حقل السياسة، نفيا ونبذا لأي مشارك مخالف أو محالف.

لن تصح توبة ولد الغزواني من توليه قيادة جيش هي حسنة من حسناته التي يدل بها، بينما ليست توبة ولد ابريد الليل من دعمه للأنظمة العسكرية المتعاقبة بدءا بأول نظام عسكري منقلب على رئيس مدني إلى آخر نظام عسكري ينقلب على رئيس مدني منتخب، أمرا مطروحا للنقاش، لعل بصيرته التي بدأت تخبو مع التقدم في السن لم تسعفه بخطاياه حتى يمسك لسانه وقلمه عن الآخرين.

ولد الغزواني يا ولد ابريد الليل لن يلتفت إليك فاربع على نفسك، فقد قدمت فحل قطيعك فعاد إليك كسير القرون، مقلم الأظافر، حسير النظر، فكيف سولت لك نفسك المناطحة وقد هرئت قرونك ووهن عظمك واشتعل رأسك شيبا.

هذه الانتخابات التي تبرع بها نظام ولد عبد العزيز مشكورا – لم تكن نتيجة نضال سياسي معارضاتي أحرى تصفيق سياسي رديء- ولعب فيها هذا النظام ورقته الرابحة في شخص مرشح الإجماع الوطني، وكانت هي القشة التي قصمت ظهر صبر المحنطين سياسيا، من من مردوا على النفاق -الله وحده يعلمهم، ولكنه يطلعنا على خائنة منهم، فطمهم الرئيس ولد عبد العزيز عن حليب الدولة وريعها، فأخذوا ينهشون لحمه بعدما مدحوه وساروا في ركابه عشر سنين، ولكن ترشيحه لرفيق دربه أفسد حساباتهم وقضى على آخر أحلامهم البائسة.

هبت قوى الفساد الفكري واللوبيات السياسية التي أوصلت البلد للحالة التي قبلوا اليوم أخيرا أن يصفوها بـ''الفقير اقتصاديا والمهزوز اقتصاديا'' هبت تصف المستقبل تخوفنا منه بعد ان اشرأبت أعناق الشباب لإصلاح من داخل النظام نفسه، تريد هذه الطغمة أن تفرق بين الحاكم والمحكوم وأن تزرع الشوك في طريق أحلام الشباب وأن تتاجر بالخوف، لكن الرئيس ولد عبد العزيز لم يخف مكرهم ولم يسمع رأيهم وقد راودوه على المأمورية الثالثة لاحبا فيه ولكن طمعا أن يجروا البلاد لما يهددونها به اليوم، كأنهم يخيرون الشعب أن يختارهم أو يذهب للجحيم ، ونحن نقول لهم إذا استعجلوا الذهاب إليها فليذهبوا وحدهم وليتركوا الشعب المسالم يعيش حلم الإصلاح الهادئ المتزن.

آن لولد ابريد الليل وغيره ممن لاكوا البلد ولاكتهم السياسة ولفظهم الشعب ، أن ينسحبوا من الساحة ليأخذ راية الرأي شباب بيض الصحف، لم يدعموا عسكريا شهوة في التمكين لفكر منحرف اقصائي ، ولا محاولة لالتفاف على نظام.

 

مانؤمله في مرشح الإجماع الوطني هو بناء وطن يسع الجميع، ومايؤمله المحنطون سياسيا هو وطن تسعه جيوبهم وهيهات هيهات.