![](https://www.marayaa.info/sites/default/files/styles/large/public/field/image/230085.jpg?itok=w5Kaw0Pa)
يطرح النقص المسجل حاليا في مادة الخضروات على مستوى الأسواق المركزية في البلاد والتي تعتمد بشكل شبه كلي على دول الجوار في توفير هذه المادة الأساسية، سؤالا محوريا حول الأسباب التي تحول حتى الآن دون تحقيق بلادنا لاكتفاء ذاتي في مادة الخضروات، رغم أنها تتوفر على مساحات شاسعة صالحة للزراعة وكميات كبيرة من المياه على مستوى ولايات الضفة على الأقل.
فهذه الولايات الأربع غيديماغا وكوركول ولبراكنه وأترارزة التي يجري بمحاذاتها نهر تتدفق منه المياه على طول السنة يمكن أن تشكل ليس فقط مصدرا لتحقيق اكتفاء ذاتي لبلادنا في مجال الخضروات بل وأكثر من ذلك يمكن أن تشكل مصدرا لتصدير هذه المادة إلى مناطق عديدة في دول الجوار على الضفة المقابلة.
لقد شكل عزوف شباب الأرياف عن العمل في القطاع الزراعي وقلة الوعي المجتمعي بأهمية هذا القطاع وضعف جدوائية السياسات المتبعة لإصلاحه خلال الحقب الماضية، والعولمة التي تحاول أن تجعلنا سوقا لمنتجات الآخرين، عوامل ساهمت في جعل القطاع الزراعي في بلادنا متخلفا بأشواط كبيرة عن الدور الذي يجب أن يلعبه في تحقيق التنمية الاقتصادية التي يعتبر هو الركيزة الأولى فيها في مختلف اقتصاديات العالم.
فمن غير المستساغ وأنت تقف على ضفاف هذا النهر وترى كميات المياه المتدفقة منه وحجم الأراضي الزراعية على ضفافه أن يكون هذا الواقع في بلد و تعتمد الأسر فيه على دول الجوار في توفير احتياجاتها من مادة الخضروات بمختلف أنواعها.
فولاية كوركول لوحدها يمكن أن تشكل سلة غذائية تساهم بشكل كبير في تحقيق الاكتفاء الذاتي للبلد ليس فقط في مجال الخضروات بل في مختلف مجالات الأمن الغذائي.
ولتقريب الصورة أكثر حول واقع زراعة الخضروات في هذه الولاية والإمكانيات المتوفرة وحجم المستغل منها أجرت بعثة الوكالة الموريتانية للأنباء لقاء مع المندوب الجهوي لوزارة التنمية الريفية، على مستوى ولاية كوركل، السيد الداه ولد زروق،أوضح فيه أن المساحة المستغل حاليا في زراعة الخضروات على مستوى الولاية تتراوح ما بين 800 إلى 1200 هكتارا، وهي تتركز أساسا على مستوى فم لكليته وكيهيدي و مقامه.
وأشار إلى أن الحملة المعاكسة لزراعة الخضروات هذه السنة تم في إطارها استغلال 240 هكتارا، مشيرا إلى أن هذه الحملة تم فيها التركيز على زراعة العينات التي تتلاءم مع درجة الحرارة المرتفعة.
وقال إن كل الظروف مواتية لتحقيق بلادنا الاكتفاء الذاتي في مجال الخضروات فالأراضي الخصبة موجودة بكثرة والمياه متوفرة، والباقي فقط هو وجود إرادة لدى مواطنينا للتوجه للعمل الفاعل في هذا القطاع الحيوي والهام، مشيرا إلى وجود عزوف كبير خصوصا من طرف الشباب عن العمل في القطاع الزراعي بشكل عام.
وطالب القطاع الخاص بالاستثمار في مجال زراعة الخضروات لتحقيق بلادنا الاكتفاء الذاتي فيها، على غرار استثماره في مجال زراعة الأرز.
وأكد على ضرورة إنشاء وحدات تبريد كبرى لحفظ وصيانة الخضروات، مشيرا إلى أهمية اعتماد الإنتاج التخصصي في مجال زراعة الخضروات بحيث تتخصص كل تعاونية في إنتاج نوعية معينة من الخضروات.
وأشار إلى أن إنتاج الهكتار الواحد من الخضروات على مستوى مزارع ولاية كوركل يتراوح ما بين طنين ونصف إلى أكثر من أربعة أطنان.يطرح النقص المسجل حاليا في مادة الخضروات على مستوى الأسواق المركزية في البلاد والتي تعتمد بشكل شبه كلي على دول الجوار في توفير هذه المادة الأساسية، سؤالا محوريا حول الأسباب التي تحول حتى الآن دون تحقيق بلادنا لاكتفاء ذاتي في مادة الخضروات، رغم أنها تتوفر على مساحات شاسعة صالحة للزراعة وكميات كبيرة من المياه على مستوى ولايات الضفة على الأقل.