النص الكامل لخطاب رئيس الحزب الحاكم أمام المحلس الوطني / التفاصيل

سبت, 02/26/2022 - 21:08

بسم الله الرحمن الرحيم

وصلى الله على نبيه الكريم

السادة أعضاء المجلس الوطني، أيها السادة والسيدات،

ها نحن نجتمع اليوم في الدورة التاسعة العادية لمجلسنا الوطني، بعدما تأجلت مرات عديدة بسبب وباء كوفيد19 الذي عانت منه بلادنا والبشرية جمعاء منذ بداية 2020، ورغم ذلك واصلت هيئات الحزب الأخرى أدوارها خلال هذه الفترة، في ضوء ما تسمح به الإجراءات الاحترازية المحددة من طرف السلطات العمومية.

لقد حرصنا منذ المؤتمر الثاني العادي للحزب على تفعيل مختلف الهيئات الحزبية من خلال العمل على استقلاليتها المادية، وتوفير الظروف المناسبة، لتقوم بدورها على أحسن وجه، رغم ما اعترضنا من عراقيل صحية ناجمة عن وباء كوفيد19، كما انخرط الحزب خلال السنتين المنصرمتين في النشاطات المواكبة للإجراءات التي اتخذتها الدولة لمحاربة الوباء والتخفيف من تبعاته.

لقد سعينا إلى مواصلة مجهوداتنا الرامية إلى حماية وتنفيذ برنامج فخامة رئيس الجمهورية، من خلال مواكبة ودعم حملات التحسيس ضد كوفيد19، وإرسال البعثات التي تأجلت بسبب الوباء إلى داخل الوطن لشرح مخرجات المؤتمر، ومستوى تنفيذ برنامج فخامة رئيس الجمهورية، وقد قامت هذه البعثات بمهماتها بالشكل المطلوب.

وهكذا واكب حزبنا مختلف الإنجازات التي قامت بها الحكومة، تنفيذا لبرنامج “تعهداتي” لفخامة رئيس الجمهورية السيد محمد ولد الشيخ الغزواني، وحرصا من الحزب على تأدية دوره السياسي في المؤازرة والإسهام في تنفيذ هذا البرنامج الكبير بأسرع طريقة ممكنة، وعلى أكمل وجه خلال السنتين المنصرمتين.

وانطلاقا من رؤية فخامة رئيس الجمهورية، في إرساء جو من التهدئة والطمأنينة والسكينة في بلادنا، قدنا مبادرة إنشاء منسقية الأحزاب الممثلة في البرلمان، من اجل الإسهام أولا في التحسيس ضد الوباء، والإسهام في إشاعة التهدئة في ساحتنا السياسية ثانيا، حتى وصلنا معا إلى تفاهمات وضعت الأرضية المناسبة للتلاقي من اجل تشاور شامل حول مختلف القضايا الوطنية الكبرى، أفضت إلى اجتماع شامل من أجل تشكيل لجنة تمهيدية للتشاور الوطني الذي سينعقد في بلادنا بعد وقت قصير.

أيها السادة والسيدات،

لقد تمخض المؤتمر الثاني العادي عن توجيهات، تستلزم ضرورة استخلاص الدروس من ماضي الحزب، والعمل على أن تكسب بلادنا مجمل الرهانات المعقدة، المرتبطة بالتحديات الأمنية، والاقتصادية، والاجتماعية، والثقافية في البلد، والعمل على استغلال المناخ السياسي الجديد، بترسيخ الديمقراطية، والانفتاح على كل الفعاليات السياسية، والتشكيلات الحزبية، التي أعلنت دعمها لبرنامج فخامة رئيس الجمهورية، واندمجت في حزب الاتحاد من أجل الجمهورية.

كما أن مخرجات هذا المؤتمر، حددت أولويات العمل المستقبلي الحزبي من خلال احترام الحريات الفردية والجماعية، والتمسك بخيار الديمقراطية، والعمل على حل المشاكل المرتبطة بالقضايا الوطنية الكبرى، مثل مكافحة مخلفات الاسترقاق، وتعزيز الوحدة الوطنية، وإقامة العدالة الاجتماعية، وتكريس دولة القانون، وترقية منظمات المجتمع المدني، وتقوية آليات الرقابة الشعبية، ومحاربة العنف والتطرف.

لقد عملنا على تجسيد قرارات هذا المؤتمر العادي الثاني، من خلال العمل على تقوية الهيئات الحزبية، وعقد اجتماعاتها بطريقة منتظمة وفق ما سمح به الظرف الصحي، وتفعيل التشاور وجعله سنة للحزب، وتمكين المسؤولين في الهيئات القاعدية للحزب من الوسائل الضرورية للقيام بمسؤولياتهم، ومنح عناية خاصة لفئتي الشباب والنساء، والعمل على تقوية العلاقة والتنسيق مع الحكومة، ابتغاء تنفيذ برنامج “تعهداتي” لفخامة رئيس الجمهورية.

ووفقا لذلك أيضا عمل الحزب على الالتزام بتوصيات المؤتمر من خلال إلزام منتخبيه بالعمل على إنعاش الساحة السياسية في البلد، وتأطير الرأي العام حول سياسة الحزب، وتوجهاته، الداعمة لمشروع فخامة رئيس الجمهورية المجتمعي، وعملنا بطريقة دائمة على تقوية علاقات الحزب مع الشركاء المحليين والدوليين.

لقد منحتم المكتب التنفيذي صلاحيات تحديد وتوزيع المسؤوليات بين أعضائه، وهو ما تم لاحقا خلال الاجتماعات المتتالية للمكتب التنفيذي، الذي باشر العمل من خلال توزيع المهام بين أعضائه وتشكيل مكاتب أماناته لتكون جاهزة لمختلف التحديات، رغم ما اعترى ذلك من نواقص تظهر من حين لآخر.

ورغم ما ميز السنتين المنصرمتين من تفشي وباء كورونا، وما ترتب على ذلك من استحالة انتظام اجتماعاته، فقد التأم المكتب التنفيذي في 15 اجتماعا، حرص من خلالها على تدارس الوضعية العامة، ونقاش مستوى تقدم تنفيذ برنامج فخامة رئيس الجمهورية، وكذا تدارس الوضع السياسي، وصادق على العديد من القرارات والإجراءات التنظيمية، والإدارية، وعبر خلال كل اجتماع له عن دعم الحكومة، في تنفيذها لبرنامج فخامة رئيس الجمهورية.

وفور تحديد المسؤوليات داخل المكتب التنفيذي، عكف خلال اجتماعاته المتتالية على تنفيذ مخرجات، وتوصيات المؤتمر الثاني العادي للحزب، مثل تفعيل الهيئات الحزبية، وسرعة انطلاقة أعمال المكتب التنفيذي، والخطة الإعلامية للحزب، وإثر ذلك قرر المكتب التنفيذي الدخول مباشرة في التحضير لانطلاقة البعثات التي نظمها الحزب لاحقا إلى جميع ولايات الوطن، والتي عملت على شرح مخرجات وتوصيات مؤتمر الحزب الأخير، والتصدي لخطاب الكراهية، وتثمين ما تم إنجازه من برنامج فخامة رئيس الجمهورية السيد : محمد ولد الشيخ الغزواني “تعهداتي“.

وذلك بعدما تأجلت هذه البعثات بسبب وباء كوفيد19، في إطار التقيد بالإجراءات الاحترازية.

وقد أقر المكتب خلال اجتماعاته بعد ذلك خطط عمل الأمانات التنفيذية، وهيكلة الحزب، ونظام تمويله، وبعض الإجراءات التنظيمية داخل الهيئات، كما أعد خطابا سياسيا محينا استأنست به البعثات التي تم تنظيمها، بالإضافة إلى دليلين، أحدهما لتكوين هذه البعثات، والآخر استرشدت به أثناء القيام بمهماتها ميدانيا.

لقد كان انعقاد المؤتمر الثاني العادي للحزب، مناسبة للدخول في مرحلة هامة من تاريخنا قوامها العمل السياسي الجاد والحرص على تنفيذ قرارات وتوصيات هذا المؤتمر، وفق ما تمليه متطلبات تنفيذ برنامج فخامة رئيس الجمهورية محمد ولد الشيخ الغزواني، واحتضان كل داعميه، وإشاعة جو التهدئة السياسية الذي تبناه فخامته.

وفي هذا الإطار تم تشكيل مكاتب الأمانات التنفيذية واللجنة الوطنية للنساء واللجنة الوطنية للشباب، وتم تحديد المسؤوليات داخل هاتين اللجنتين، بطريقة تسمح لهما بتأدية دورهما الذي حددته النصوص والنظم الحزبية لحزب الاتحاد من اجل الجمهورية، وتم التعامل مع توصيات المؤتمر بطريقة شفافة وواضحة، حرصت قيادة الحزب على تنفيذها وفق مساطر تستحضر خصوصية الحزب والدور السياسي المنوط به.

أيها الإخوة أيتها الأخوات،

لقد قام فخامة رئيس الجمهورية محمد ولد الشيخ الغزواني بزيارات ميدانية للعديد من مناطق الوطن من أجل الاطلاع على أحوال المواطنين، وللإشراف على تدشين ووضع الحجر الأساس لمشاريع هامة ساهمت إلى حد كبير في تحسين ظروف معاش المواطنين، وقد واكب الحزب زيارات سيادته لمختلف هذه المناطق داخل التراب الوطني، من أجل إنجاحها والاتصال بالمناضلين وإطلاعهم على مستوى الانجازات التي تحققت في البلد والآفاق الواعدة لتحقيق الرفاه لكافة مواطنينا، من خلال تطبيق برنامج فخامته الذي تعهد به لشعبه.

كما حرصنا على التواصل الدائم مع الفاعلين الوطنيين، ومنتخبي الحزب من أجل أن نظل على المستوى الكافي من الاطلاع على أحوال المواطنين، وأصدرنا العديد من البيانات والتصريحات الصحفية للإشادة بإنجازات فخامة رئيس الجمهورية محمد ولد الشيخ الغزواني، ومستوى حضور سيادته المميز لمختلف التظاهرات الإقليمية والدولية، وخطاباته الغنية التي تعبر عن مستوى عمق هذا القائد واستيعابه لمختلف الملفات وحرصه على تطوير حياة شعبه، وحمايته من عاتيات الزمان.

وحرَصنا على التعبير في كل مناسبة عن دعمنا للأداء الحكومي ومؤازرة مختلف أجهزة الدولة في كل ما تضطلع به خدمة للوطن وللمواطن، ومن أجل إنارة الرأي العام حول مختلف القضايا التي تثار من حين لآخر.

إن خطاب فخامة رئيس الجمهورية السيد محمد ولد الشيخ الغزواني في ودان بمناسبة افتتاح مهرجان مدائن التراث، كان بشارة بدخول البلاد في مرحلة جديدة من إنصاف كل الفئات الاجتماعية، وتجاوز حقب من استصغار هذه الفئات، والنظرة الدونية التي طالما عانت منها.

لقد أحس الجميع أن الدولة لن تتهاون بعد اليوم في العمل على حماية حقوق الجميع، وأنها ستحمي هذا الخيار، تكريسا للعدالة وتجسيدا لما بشر به برنامج “تعهداتي” من إنصاف الجميع.

ومن أجل تبني جميع المناضلين والمواطنين لهذا الخيار نظم الحزب مهرجانا كبيرا في نواكشوط “مهرجان الإنصاف”، الذي تداعت له عشرات آلاف الجماهير من مناضلي الحزب في العاصمة تعبيرا عن دعمهم لهذا التوجه، وتشبثهم بخيارات فخامة رئيس الجمهورية محمد ولد الشيخ الغزواني، وقد عبرتُ خلال هذا المهرجان عن تعلق كل الاتحاديين ببرنامج رئيس الجمهورية السيد محمد ولد الشيخ الغزواني، وانخراطهم في تجسيد إرادته السامية في إنصاف كل المغبونين، وحرص سيادته على تمكين وإشراك فئتي الشباب والنساء، وتجسيد كل ذلك من خلال عمل الدولة على تقريب خدمات الإدارة العمومية من كل المواطنين.

السادة أعضاء المجلس الوطني المحترمون،

لقد وقع العالم تحت صدمة وباء كوفيد19، حيث ارتبك المشهد الدولي، بصفة عامة، واضطربت الخطط والمشاريع السياسية والاقتصادية والاجتماعية و…، بفعل انشغال المنظومة الدولية بهذا الداء وما ولد ويولد من تداعيات على كافة الأصعدة، حيث بادرت بلادنا فور الإعلان عن تفشي هذا الوباء، إلى وضع مجموعة من الخطط والاستراتيجيات، لمكافحته، والتخفيف من آثاره من جهة، ولتظل وتيرة إنجاز برنامج فخامة رئيس الجمهورية السيد محمد ولد الشيخ الغزواني، متسارعة وفق الأهداف المرسومة لها سلفا من جهة أخرى.

وهكذا انخرط حزب الاتحاد من أجل الجمهورية، بعد شهرين تقريبا من انعقاد مؤتمره الثاني العادي، الذي جاء بقيادته الجديدة، في دعم المجهود الوطني لمكافحة الوباء، من خلال عمليات التحسيس، من أجل تطبيق الإجراءات الاحترازية، وفق ما أقرته سلطات البلد، كما قام بالعديد من العمليات التطوعية لصالح الأسر الأقل دخلا في بعض مناطق نواكشوط، المدينة الأكثر ازدحاما بالسكان.

ورغم خصوصية السنتين المنصرمتين، والظرف الصحي الذي ميزهما، قمنا بزيارات متعددة، أهمها تلك التي واكبت زيارات فخامة رئيس الجمهورية إلى بعض الولايات الداخلية، مثل: (اترارزة، تيرس الزمور، كوركول، كيدي ماغا، الحوض الشرقي، داخلت نواذيبو)، وهي الزيارات التي حرصنا على مواكبتها كل مرة من خلال وفد من قيادة الحزب، بهدف تهيئة الظروف المناسبة لإنجاح زيارات فخامة رئيس الجمهورية، والإطلاع على أحوال الهيئات الحزبية والمواطنين في المناطق المزورة.

وقد حرصنا أثناء مختلف تلك الزيارات على الاطلاع على وضعية الهيئات الحزبية، ومعرفة نبض وأحوال المواطنين والمناضلين، الذين عبروا في مختلف تلك المنسبات عن تشبثهم بفخامة رئيس الجمهورية، وببرنامجه الانتخابي، مثمنين ما تحقق لهم، ومعلقين آمالا كبيرة على تنفيذ كامل تعهدات سيادته لهم، كما أننا لم نفوت تلك الفرص للاستماع إلى مطالبهم وأخذ مقترحاتهم بعين الاعتبار.

لقد عملنا خلال الفترة المنصرمة على الاجتماع بمختلف القيادات الحزبية، من نواب، ورؤساء مجالس جهوية، وعمد، ومكاتب رابطة برلمانيين قدامى ورابطة العمد الحزبيين، والواجهات السياسية والاجتماعية والثقافية والفكرية، والإعلاميين، وذلك بطريقة منتظمة، تم خلالها الحديث حول أحوال المواطنين، وأهم السبل للتحسين من ظروفهم المعيشية، وإطلاعهم على ما تم إنجازه من برنامج “تعهداتي” لفخامة رئيس الجمهورية، وأفق الإنجازات الواعدة لهذا البرنامج، كما حرصنا دائما على دعوتهم للعمل على تحسيس المواطنين حول خطورة كوفيد19، وتوعيتهم حول التحديات الماثلة، وضرورة التحلي باليقظة والتكاتف بغية حماية الوطن ومصالحه المختلفة.

كما تناولت كل تلك اللقاءات قضايا تتعلق بالتنمية المحلية والوطنية، والبيئة، وقضايا التوظيف والترقية، والتمثيل السياسي، وقد استمعنا إلى آراء الجميع آخذين مختلف كل اهتماماتهم بعين الاعتبار، وعملنا مع السلطات المعنية على حلحلة ما أمكن منها، إسهاما في تنفيذ برنامج فخامة رئيس الجمهورية “تعهداتي”، الذي يتطلب نجاحه مشاركة الجميع وبصدق.

لقد كانت اللقاءات المختلفة التي ننظمها مع مناضلينا مناسبة للاطلاع على معاناة المواطنين ونبضهم ومستوى ارتياحهم للأوضاع العامة في البلد ومستوى استفادتهم من الإجراءات المتخذة، وحرصنا على معرفة مشاكلهم وأخذ آرائهم حول القضايا الوطنية الأساسية، مثل تعزيز الوحدة الوطنية، والتنمية المحلية، ودور الواجهات المختلفة في مسايرة المتغيرات المرتبطة ببرنامج فخامة رئيس الجمهورية، وضرورة دعم التوجه الوطني الهادف إلى إنصاف الفئات الاجتماعية التي طالها التهميش في الماضي، وضرورة إشراك وتمكين الشباب والنساء، وأهمية ما تم في بلادنا من تقريب للخدمات الإدارية من المواطنين، وأكد هؤلاء جميعا على تشبثهم ببرنامج فخامة رئيس الجمهورية، وحرصهم على تطبيقه في أحسن ظرف ممكن.

وفي إطار العمل على ديمومة التفاعل مع الأطياف السياسية والمدنية الوطنية، اجتمعتُ بالعديد من الشخصيات الوطنية، ورؤساء وممثلي الأحزاب السياسية في البلد، من الأغلبية الرئاسية، ومن المعارضة، ورموز المجتمع المدني…، حيث ناقشت معهم أهم السبل وأنجعها لتحسيس المواطنين بخطورة كوفيد19، وضرورة تشبثهم بالإجراءات الاحترازية المطبقة من طرف السلطات العمومية، وأهمية المشاريع التي تم تنفيذها في البلد، وضرورة التجاوب مع الانفتاح السياسي والمشاركة الإيجابية في التشاور الوطني المرتقب.

ومن أجل توحيد جهود داعمي برنامج “تعهداتي” لفخامة رئيس الجمهورية محمد ولد الشيخ الغزواني، أشرف الحزب على إنشاء منسقية أحزاب الأغلبية الرئاسية، واحتضن مختلف اجتماعاتها التي كللت بتشكيل هيئاتها، وإقرار نصوصها التنظيمية، وفق ما يقوي دورها ويسهم في إنجاح برنامج فخامة رئيس الجمهورية، ويعزز التنسيق حول مختلف القضايا بين الأحزاب السياسية الداعمة لهذا البرنامج.

وقد شرعت هذه المنسقية في مزاولة أنشطتها ومتابعة مختلف القضايا السياسية الوطنية في البلد، وهو ما سيسهم في تفعيل الساحة السياسية الوطنية، ويزيد الأغلبية الرئاسية لحمة وفعالية.

أيها الجمع الكريم،

انسجاما مع روح الانفتاح التي طبعت تعاطي قيادة البلد منذ تسلم فخامة رئيس الجمهورية السيد محمد ولد الشيخ الغزواني مقاليد الأمور، عمل الحزب على احتضان واستقبال كل الفعاليات السياسية والحزبية والجمعوية، التي قررت النضال من داخل الحزب، واقتنعت ببرنامج فخامة رئيس الجمهورية المجتمعي، وهكذا تم تنظيم العديد من اللقاءات والاحتفالات بمقر الحزب، إيذانا باندماج تلك الفعاليات في حزب الاتحاد، وفي كل تلك المناسبات تعبر قيادة الحزب عن ترحيبها بالمنضمين، باعتبارهم مناضلين حزبيين، سيعمل الحزب على دمجهم في العمل الحزبي بمختلف جوانبه.

وبخصوص الفريق البرلماني للحزب، عملنا على تنسيق الجهود الرامية إلى دعمه للعمل الحكومي، بالمصادقة على البرامج التي تعرضها الحكومة أمام الجمعية الوطنية، كما أن الحزب واكب هذا الفريق، لتنسيق مختلف النشاطات الخاصة بنواب الجمعية الوطنية، وكذا تنسيق العلاقة مع الأغلبية والتشكيلات البرلمانية المختلفة، وفرق الصداقة.

وقد واكب الحزب المجهودات الوطنية من خلال دعم كل أجهزته للبرنامج الوطني لمحاربة الفساد، والقضاء على كافة مخلفاته، والعمل على استرجاع كل أموال الشعب المنهوبة، ومعاقبة المتورطين في التلاعب بها، وذلك من خلال العمل الجبار الذي قام به فريقنا البرلماني، ضمن المجهود المشترك لكافة نواب الجمعية الوطنية، وقد حرصنا دائما على تفعيل كل المؤسسات الرقابية، وإعطاء الفرصة لكل الأجهزة الوطنية من أجل ضمان الشفافية في التسيير، واستقلالية القضاء حتى يؤدي دوره على أكمل وجه.

واستمر التنسيق المنتظم طيلة هذه الفترة بين قيادة الحزب والحكومة، وذلك حول مختلف القضايا السياسية خاصة، والقضايا التي تهم البلد بصفة عامة، كما استقبل الحزب الوزراء ومسؤولي القطاعات المرتبطة بحياة المواطنين، والخدمات الخاصة بهم، وذلك من أجل تقديم عروض لإنارة قيادة الحزب، ولجانه الإعلامية حول مستويات التقدم في تنفيذ التعهدات المقدمة في البرنامج الانتخابي لفخامة رئيس الجمهورية السيد محمد ولد الشيخ الغزواني، وبيَّن كل أولئك المسؤولين مستويات تدخل قطاعاتهم، ومدى التقدم في تنفيذ برنامج فخامة رئيس الجمهورية، والحرص على شفافية المعلومة، والإجابات الكافية على مختلف تساؤلات القيادات الحزبية.

كما أشرف الحزب على عقد عدة ندوات، حول مختلف القضايا الوطنية الكبرى، وبرنامج “تعهداتي” لفخامة رئيس الجمهورية، ومختلف البرامج والمشاريع التنموية التي أعلن عنها فخامته، في خطابات موجهة إلى الأمة، أو من خلال قرارات ومشاريع قوانين، وقد تم إنعاش هذه الندوات من طرف أطر ومثقفين ومفكرين وإعلاميين، وقد نشرت مقالا تحت عنوان: سنتان حافلتان بالإنجازات رغم الظرفية الخاصة، بينت خلاله قراءتي للمشهد الوطني في ضوء تسارع تنفيذ برنامج فخامة رئيس الجمهورية، وتركيزه على الفئات الأقل دخلا.

ونشرت كذلك مقالا في صحيفة الاتحاد الإماراتية، بمناسبة زيارة فخامة رئيس الجمهورية لهذه الدولة الشقيقة، تحت عنوان: العلاقات الموريتانية الإماراتية..ماض حافل ومستقبل واعد، بينت خلاله مستوى تجذر العلاقات بين البلدين والشعبين والقيادتين، حرصا على مصالحهما المشتركة، وحفاظا على الأواصر الممتدة عبر التاريخ.

ولأول مرة قام الحزب بتنظيم ورشات هامة، حول القضايا الوطنية الكبرى، مثل تعزيز الوحدة الوطنية والقضاء على كافة مخلفات الرق، وتموقع موريتانيا في شبه المنطقة، ودور ومكانة منتخبي الحزب، والإستراتيجية الانتخابية للحزب، والآفاق الاقتصادية، ودور التقنيات الجديدة في تمكين الشباب، واللامركزية ودورها في التنمية المحلية..

وقد أنجزت منها حتى الآن أربع ورشات، وتم تعميم الورشتين المتعلقتين بتعزيز الوحدة الوطنية والقضاء على كافة مخلفات الرق في كافة مناطق الوطن، وستشكل الوثائق والتقارير المنبثقة عنها منطلقا للعمل الحزبي في المستقبل، كما عقدتُ عدة لقاءات مع الإعلاميين والقنوات والمواقع الوطنية والدولية، أفصحت خلالها عن رؤية الحزب حول مختلف القضايا.

وقد صادق الحزب على استراتيجيته الإعلامية، وقام بتشكيل لجان مواكبة لكل الأحداث السياسية في البلد، نظمتْ العديد من المقابلات، واللقاءات الإذاعية والتلفزيونية، وأشرفتْ على عدة نشاطات تم تمريرها من خلال وسائل التواصل الاجتماعي، من أجل الدفاع عن المشروع المجتمعي لفخامة رئيس الجمهورية، والرد على المشككين، والمشوشين على العمل الحكومي.

وقد عمل الحزب على تطوير موقعه الالكتروني، وصفحته على الفيس بوك، بحيث أصبح يتابعهما مئات الآلاف من المتصفحين والزوار.

وإدراكا منا لعدم وصول هذه المجهودات إلى مستوى تطلعاتنا، وضعنا برامج تهدف إلى التغلب على النواقص المؤدية إليها، من خلال خطة العمل لسنة 2022، بحيث يكون العمل الإعلامي الحزبي، قادرا على مجاراة الأحداث السياسية بحجم مشروعنا السياسي ومستوى احتضانه لبرنامج فخامة رئيس الجمهورية، الهادف إلى تقوية مؤسسات الدولة وتجاوز كل التحديات المختلفة.

لقد عملنا خلال هذه المرحلة على إعطاء هياكلنا الجهوية والمحلية العناية المستحقة، من خلال حل مشكل المقرات على مستوى التراب الوطني، وتخصيص ميزانيات سنوية لهذه الهياكل، تحول إلى الحسابات الخاصة بها، في إطار العمل على تفعيل مؤسسة الحزب، وتفعيل هياكله وهيئاته المختلفة، وقمنا بتنظيم دورة تكوينية في نواكشوط لكل الأمناء الاتحاديين ورؤساء الأقسام بالحزب، بهدف إطلاعهم على مختلف جوانب العمل السياسي المرتبط بتنفيذ برنامج رئيس الجمهورية، وذلك لأول مرة في تاريخ الحزب، وتم خلال الملتقى نقاش مختلف القضايا المتعلقة بتقوية الهيئات الحزبية.

كما قمتُ بزيارات من اجل الاطلاع على وضعية الهيئات في ولايات نواكشوط وبعض ولاياتنا الداخلية، مع انتظام اجتماعات الهيئات الحزبية، ومواصلة تنظيم الندوات السياسية، ومواكبة العمل الحكومي، وتفعيل الإعلام الحزبي، الذي بدأ يؤتي أكله.

ومع ذلك فإننا ندرك أن هيئاتنا المحلية بحاجة إلى مزيد من التفعيل، والتأطير، سنعمل على تلافيه وتجاوزه نهائيا من خلال خطة عملنا المستقبلية بحول الله.

وفي إطار التفاعل مع المجتمع بصفة عامة، وفئاتنا الهشة بصورة خاصة، حرصنا على تدخل الحزب من أجل المواساة المادية والمعنوية، مرات عديدة، لصالح مواطنين تضرروا من حرائق أو كوارث أو فيضانات...، وهنا لا يسعني إلا أن أشكر مناضلينا على مواكبتهم الدائمة لنا طيلة هذه الفترة، والتي برهنت على تناغمهم مع خيارات الحزب وتعلقهم ببرنامج فخامة رئيس الجمهورية السيد محمد ولد الشيخ الغزواني.

ومن أجل تفعيل العلاقات الدبلوماسية للحزب استقبلتُ العديد من سفراء الدول الشقيقة والصديقة، المقيمين في بلادنا، وحرصت خلال مختلف هذه اللقاءات على بحث أنجع السبل لتطوير التعاون بين بلادنا وبلدانهم، وبين حزبنا والتشكيلات المماثلة له في دولهم، وكذا التشاور حول أهم القضايا السياسية المشتركة.

وقد نظم الحزب عدة ملتقيات وندوات، ونشاطات تفكيرية، مع الحزب الشيوعي الصيني، وأخرى مع حزب روسيا الموحدة، وذلك عبر الفيديو كونفرانص، كما تبادلنا الرسائل مع أحزاب صديقة أخرى، حول مواضيع متعددة تخدم تطوير العلاقات بين حزبنا و هذه التشكيلات الحزبيه.

وأثناء العدوان على مدينة غزة بدولة فلسطين الشقيقة، بادر الحزب إلى شجب هذه التصرفات الهمجية وشاركت في مسيرة مناصرة لإخوتنا هناك، ونظمنا حملة واسعة في أوساط مناضلينا من أجل التبرع للأشقاء الفلسطينيين، وتوجت هذه الحملة بعقد اتفاق مع جمعية قوافل الخير، من أجل بناء مجمع مدرسي، وتوزيع طرود غذائية في غزة.

واستقبلنا في الحزب بعض قادة المقاومة الإسلامية في فلسطين، تأكيدا على الدور التاريخي الذي تضطلع به بلادنا وقيادتها في الدفاع عن القضية الفلسطينية العادلة.

كما واكب الحزب تنظيم انتخابات بعض النقابات والهيئات الوطنية، مثل النقابة الوطنية للتعليم العالي، والاتحاد العام للطلاب الموريتانيين، والهيئة الوطنية للمحامين الموريتانيين، ونقابة الصحفيين الموريتانيين، حيث سعينا إلى أن تكون هذه الانتخابات شفافة، ونزيهة بشكل يعزز الديمقراطية الوطنية، ويسهم في حماية الحقوق والحريات.

أما على مستوى اللجنة الوطنية لنساء الحزب فقد قامت هذه اللجنة بالعديد من الأنشطة على مختلف الأصعدة السياسية والاجتماعية تجسيدا لبرنامج “تعهداتي” وعملا بتوصيات الحزب من اجل تأطير النساء وإشراكهن في دعم وتوجهات الدولة وتعبئتهن حول قضايا المواطنة والحكم الرشيد، وخلق طبقة واسعة من النساء المسلحات بثقافة متعددة وربطهن بمسؤولات في الحزب من أجل تسهيل التواصل معهن.

ونظمت اللجنة مهرجانات في مقاطعات انواكشوط مع مسؤولات النساء في الاتحاديات والأقسام والفروع وعقدت اجتماعات مع الكتل والتيارات والمبادرات الداعمة لفخامة الرئيس محمد ولد الشيخ الغزواني، وتم دمج نساء هذه الكتل والتيارات والمبادرات في اللجنة الوطنية للنساء وإضافتهن الى اللجان المكونة لهيكلتها.

ونظمت اللجنة عدة ندوات حول مكانة المرأة في الخطاب السياسي لفخامة الرئيس محمد ولد الشيخ الغزواني، وندوات بعناوين مختلفة شهدت حضورا متميزا وحاضر فيها أعضاء من المكتب التنفيذي للحزب والمجلس الوطني ومثقفون، وحرصت على تنظيم ندوات بمناسبة عيد الاستقلال الوطني تكريما لأبناء شهداء ومتقاعدي الجيش الوطني.

كما قامت اللجنة بالعديد من الأعمال الخيرية والتطوعية مثل تقسيم السلات الغذائية في الإفطارات الرمضانية في ولايات نواكشوط، وكذا كسوة العيد والأغطية لصالح أبناء الفقراء، وبعض المبالغ الرمزية لصالح مصابي الأمراض المزمنة، وكذا حملات السقاية، وتوزيع ماكنات للخياطة وغير ذلك.

وعلى مستوى اللجنة الوطنية لشباب الحزب فقد قامت هذه اللجنة بالعديد من الأنشطة والندوات وخلدت المناسبات الوطنية، كما قامت بالعديد من الأنشطة التطوعية، ونظمت حملات للدفاع عن برنامج فخامة رئيس الجمهورية السيد محمد ولد الشيخ الغزواني، وحملات لمآزرة المنتخب الوطني وأخرى للتوعية من اجل تطبيق الإجراءات الاحترازية، وأشرفت على انضمام العديد من الفعاليات الشبابية لحزب الاتحاد من اجل الجمهورية.

و شاركت اللجنة الوطنية للشباب في مؤتمر اتحاد الشباب العربي حول “القضية الفلسطينية” في دولة تونس الشقيقة، وعقدت لقاء ثنائيا عبر تقنية “زوم” بينها وقيادة المنظمة الشبابية بحزب الاستقلال المغربي، وقدمت اللجنة عروضا كثيرة ومحاضرات في المناسبات الوطنية حول دور الشباب في بناء الوطن، ودوره في إنجاح برنامج “تعهداتي” لفخامة رئيس الجمهورية، كما قامت بأنشطة تطوعية لصالح المتضررين من مخلفات الحجر الصحي، وأصحاب الأمراض المزمنة.

واتصلت قيادة اللجنة بمختلف الفعاليات الشبابية على مستوى الوطن، وتبادلت معها المعلومات حول ما يجري في الحزب وفي الوطن.

أيتها السيدات أيها السادة،

إننا ننوي مواصلة جهودنا الرامية إلى تسريع وتيرة تطبيق برنامج فخامة رئيس الجمهورية، ومواكبة العمل الحكومي الهادف إلى تطبيق هذا البرنامج، مع مواصلة سياسة الانفتاح، والتهدئة، لذلك سنعمل على متابعة الشأن السياسي الوطني، وتعزيز الشراكة مع الفعاليات المختلفة، وعلى تعزيز الثقافة الديمقراطية داخل البلد، وتطوير المؤسسات الوطنية، بغية الرفع من مستوى فعاليتها التنموية، ومردودها السياسي، والاقتصادي، والاجتماعي، والأمني، وصولا إلى دولة القانون، وإسعاد ورفاه المواطن، وفق ما يصبو إليه فخامة رئيس الجمهورية محمد ولد الشيخ الغزواني.

كما أن العمل الحزبي المستقبلي سيراعي ما ينتظره الشعب من تمدد متوقع لورشات التنمية والبناء، ومن تقدم في تنفيذ برنامج “تعهداتي”، والعمل على تطوير منظوماتنا المختلفة، مواكبة للتطور الهائل الذي وصلت إليه البشرية، وانطلاقا من ذلك تنظيم الورشات المتبقية حتى الآن، بغية اكتمال رؤية الحزب حول مختلف القضايا، من خلال الوثائق المنبثقة عن جميع الورشات التي نظمت حول القضايا الوطنية الكبرى والمصادقة على وثيقة تعكس رؤية الحزب حول مختلف كل هذه القضايا، ومواصلة الزيارات الميدانية لتشمل كافة ولايات الوطن، من أجل أن تظل قيادة الحزب في اطلاع دائم على أحوال المناضلين، ومزودة بالتفاصيل الضرورية للأحوال العامة في الوطن بغية التواصل الدائم مع المناضلين وإطلاعهم على كل المستجدات تعزيزا لارتباطهم بما يجري على المستوى المركزي للحزب من فعاليات ونشاطات وقرارات.

كما ننوي القيام بتنظيم ندوات سياسية، بهدف إثراء الساحة السياسية، وتمرير رؤية الحزب إلى كل الفعاليات الوطنية، واستبيان آراء القوى الوطنية، وتزويد قيادة الحزب والحكومة بالمعطيات السياسية والفكرية والثقافية الكافية لتنفيذ الأجندات والمقررات الحزبية والوطنية، على أحسن وجه، وتنظيم أنشطة ثقافية في بعض الولايات، لاطلاع المواطنين على ما يجري في البلد، وتنويرهم حول حقيقة الأحداث الجارية ومتطلبات المرحلة الراهنة، ومواصلة اللقاءات الدورية مع منتخبي الحزب، من نواب ورؤساء مجالس جهوية وعمد، وتنظيم لقاءات مع الأحزاب الصديقة عبر العالم من خلال الزيارات والمؤتمرات التبادلية، بغية الحضور الدائم لرؤية الحزب عبر الفضاء السياسي الدولي، ومن أجل إطلاع أكبر قدر ممكن من الفاعلين عبر العالم على تجربة موريتانيا الرائدة، في ظل قيادة فخامة رئيس الجمهورية السيد محمد ولد الشيخ الغزواني.

كما سنواصل مواكبة الحكومة، من خلال التشاور حول مختلف القضايا، ومن خلال دعم القرارات التي تتخذها السلطات، في إطار تنفيذ برنامج فخامة رئيس الجمهورية، والعمل على التحسين من أداء الفعاليات والهيئات الحزبية المحلية، من خلال برنامج تأطير مكثف يأخذ في الحسبان طبيعة هذه الهيئات، والدور الذي يجب أن تلعبه، وتفعيل الإعلام الحزبي، بحيث يضمن مواكبة متطلبات الوضع السياسي، من خلال استخدام كل الوسائط، والدعامات الخاصة بذلك.

ولن نقتصر وبحول الله على ذلك حيث ننوي تنظيم ملتقى للجنة الوطنية للشباب (تمكين الشباب)، وآخر للجنة الوطنية للنساء (ترقية المرأة ودورها في الحياة العامة) وسنعتمد آلية محكمة لمتابعة التقارير الدورية للاتحاديات والتعامل مع مقتضياتها.

أعلن على بركة الله افتتاح هذه الدورة العادية للمجلس الوطني.

أشكركم والسلام عليكم ورحمة الله.

القسم: