يقولون إن الشباب هو عماد المستقبل وهو جيل الغد والمعمول عليه. هذا كلام صحيح يخرج من مشكاة الحكمة وهو بفعل ذلك يطرح أمامنا وفي سياق مسار المستقبل الحديث عن عدة قضايا جوهرية ستحدد في قادم الزمن ما سنكون عليه.
وبهذا المنظور فإن الأمر يغدو من الأهمية بمكان نظرا لارتباطه الوثيق بمصير تشكلاته لا تعرف التفريط أو الإهمال.
نحن في العشريات القادمة سنكون جيل الماضي فيما سيكون أطفالنا الذين كانوا بالأمس شبابا هم جيل الحاضر. وحين نقرأ اللوحة بدقة وتبصر فلن يفوت على اذهاننا مسلمات الضرورات التي تحكم هذا الحاضر.
أول شيئ يتبادر إلى الذهن هو تهيئة هذا الجيل حتى يكون مسلحا بما فيه الكفاية لخوض معترك حياة قاسية مليئة بالتحديات الجسام.
تحديات متشعبة ومتقلبة تقلب التطور المذهل والسريع الذي لا يعرف حدودا والذي يشهده العالم.
وبالنظر إلى هذا الأمر نستكشف جليا حجم العمل الذي من واجبنا القيام به وجسامة المسؤولية.
وفي هذا السياق لم تبخل الدولة في سبيل رفع هذا التحدي وعلى مستوى عدة جبهات.
أولى هذه الجبهات ومربط الفرس هي التعليم فبادرت بخلق نواة حقيقية لمدرسة الجمهورية بعدما تعثر نظامنا التربوي عدة عقود وبات على شفي الهاوية.
واليوم نعيش العام الرابع من تأسيس هذه المدرسة التي تقدم نظاما تربويا جيدا وتفتح الآفاق أمام مختلف فئات المجتمع دون غبن أو تهميش لخلق جيل متعلم ومنسجم.
واعتقد اننا نجحنا في تحديد هذا العمل الأولى والاساسي وبدأنا في تأسيس قاعدة صلبة لتحقيق هدف رفع تحدي خلق جيل المستقبل.
أكاد أجزم انه ليس فينا من يلوى لسانه في شأن هذه الحقيقة.
ثاني هذه الأمور هو خلق ظروف اقتصادية واجتماعية وسياسية مناسبة لكي تمكن من تفتق عبقرات رجال الغد وفتح أمامهم آفاق رحبة تتشكل داخلها كل عبقرية على حدة لتنصهر في بوتقة جامعة من سواعد تلك العبقريات لتهب للبناء والتعمير وتكون ماهرة مسلحة بالمعارف والتجارب الضرورية لخوض غمار معركة شرسة الا وهي معركة الحمل والتحمل. حمل المشعل وتحمل المسؤولية.